---------------
تناثرت أشيائك على نحو عام في درب قطعته بعيداً عنك .. فعدت ألملم ما بقي منها في بحور ذاكرة تعصف بالنسيان دون مَلل .. كانت اشياءٌ كثيرة تنساب من فكري باحثة عنك دون جدوى ... فتُفقدني بعضاً من نفسي ! فأنا حين غادرتك غادرتني أشياء كثيرة ... وتبعثرت أشياء أكثر دون أن أدري !
فتفاصيلك كانت كثيرة .. واشيائك الجميلة أكثر .. وكان عدها وجمعها أصعب .. فلك صورةٌ تتناثر بعشوائية في الدروب من حولي ... فأراك يمنةً وشملة وتأبى نفسي أن أحيد ببصري ! وقليلٌ فحسب من صوتك يُثار كلما خلدت إلى نفسي .. فتتناثر رائحتك من حولي .. وأقبع أنا أُلملم صبري على بعدي ! وفي عينيك آه من عينيك .. زهوٌ ما زال ينير لي يومي .. وبضعٌ من أهدابك السوداء حتى اليوم تخط لي دربي .. فلا حاجة لي لنجم أو لقمر حتى أُكمل سيري ! و أشياءٌ أكثر فأكثر .. فأعد واحصي .. ومازلت أتذكر .... فبين خصال شعرك الذهبي أسرارٌ تملىء لي عالمي .. تُثيرُ فضولاً وتُكثر من علامات التعجب ... وعبثاً مازلت أحاول أن أتقن أحاجيك .. أحاجي محبتي ! ومن ذاك ضفيرةٌ ذهبية تلتف حولي .. تؤطرُ وجهاً ضياؤه يقارعُ ضياء الشمس ... فتقعدني في ذكريات حب وعشق .. ليس تملمُلاً ! فمن قال أني أبغي الخلاص أو التنصل ! ولفيك مكانةٌ خاصة في قلبي ..فضياء حزام اللؤلؤ ذاك يُلألؤ لي يومي .. ووفرة إبتسامات لديك أحصيها يوماً و آخرٌ أستذكرها فيه لنفسي ... وشيءٌ من ذاك حتماً مازال يأسرني في عِشقي ! ولرائحتك عبقٌ يثير أيامي وما فيها ... يطلُ حباً فيملؤ سكوناً في نفسي وأمانيها ... وبلهفة عشقٍ آخر ليلٍ أمدُ راحتي لأجمع ذكرياتٍ مازلت أقطن فيها ... فلا ذكرياتٌ تُطالُ ولا عبقٌ يغادر النفس فينسيها ! وفي كفيك هدوءٌ يزيد من لوعتي ... وشيءٌ من صدى كلماتك يملأ عليَّ خلوتي .. وليلٌ كل ليل يجمع ثلاثة .. خلوةُ صمتٍ ولوعةُ شوقٍ و بضعٌ مني ... يحصون عبثاً بعد خطاك عن خطوتي !
وشيءٌ آخر ربما هو دفء كفيك ذات شتاء احاط بنا .. يجعلني اتعثر بك في أروقة ذاكرتي .. فأقف لأعيد الكرة تارة تلو الاخرى ! وبضع شيءٍ منك ربما هو دمعك .. يحتل جزءاً كبيراً من قلبي ... فيرغمني كل هنيهة على أن أتحسس نبضي !
وما نسيت صوتك فلصوتك رنينٌ يطرب له قلبي .... ولكن صمت طويلٌ منك مازال يقارع الحب والعشق ... فنهارٌ لك فيه تملكٌ بذكريات تملؤ نفسي ... وأرقٌ وفيٌ يرافق ليلاً لكثرة شوقٍ لا يندثر أو يُغني ! وأربعة فصول ونيف جمعت بيني وبضعٌ منك .. ربيعُ هتافٍ أدنى قلوباً من حبِ .. وصيف تواصلٍ أشعل الاجساد في عشق .. فخريف تنازع فيه العقل والقلب .. ليُطلَ شتاءٌ باردٌ بفراق و كثيرٌ من الصمت وأذكرُ يومٌ طويل بالعشق كان ينضح .. وشمسٌ فيه أطلت بضيائها على ثُغرٍ من الفرح تألق .. وحبٌ حينها أعلن مولداً لقلبٍ بات العشق له مرقص .. ذاك لقاؤنا الطويل حينها مازال في الذاكرة يسرح !
وكثيرٌ بيننا تناسيناه طويلاً من همس العشق والغزل ..في ليلةٍ صيفية طويلة بين إثنين هما أنا و أنت ... قمرٌ ونجم شاركاننا حينها حباً و وداً دون كلل ...و شمسٌ هللت بعد انقضاء طول وقتِ .. ألا تحيةً على أهل الحب .. و تمضين أنت بيوم مثل هذا اليوم كما تمضين دوماً.. وأبقى عبثاً أبحث بين غيم وقمر عن همس منك .. وتطل الشمس فتصمت حزناً على حزني فيظنون أن العشق قد فارق نفسي.. ولكن ثلاثة منك تتملك جزءاً مني .. صمتك .. ملمس يدك .. وجمال إلتفاتَتُكِ ... فلا شوقي يقربها ولا ينسينيها بعدي ! فأهاتفك أياً حباً .. هلمي نعيد الكرة ونشعل من جديد الحب ! فوجنةٌ حينها تكتسي الحمرةَ خجلاً .. وكلماتُ غزلٍ تتعمد ذلك هدفاً ......فيدٌ تستجيب وتطوقُ خصراً .. وأعين سعيدةٌ تغُمضُ فرحاً ... إلى غدٍ فنعيدُ الكرةَ فصلاً فصلاً ! فراق .. فعودة .. فراق .. فعودة .. وتستمر قصة الحبِ .. وأنت ما أنت يا غموض كتاب فلسفةٍ قديم .. تتناثر أفكاره وكلماته بمعانيَ وأفكار تتغيرُ كل حين ... عينٌ هنا .. ونظرة هناك ..وها قد بدأ درسُ شوقٍ جديد .. فأحيانٌ تغضبين مني .. فدموعك حينها كزخ المطر .. وأحيانٌ تشرقين بحبي .. فإبتسامتك حينها كضوء الشمس .. مطرٌ و ضياء هذا أنت ..فهل ينتج عن المطر والشمس إلا قوس قزحِ .. وثلاثة خطوط اليوم في راحة يدٍ تخط لي مستقبلي .. يتقاطع إثنان في مكان كان في الأمس موطني .. والثالث نُفيَ بعيداً كحال قلبي – أتذكرين - عندما رحلت دون أن تودعي ! يا من بنونك تُجسد الاناث في كوني .. و في تاء تأنيثك يكمن كل حبي .. فبياء النداء أناديك يا قمري .. اما آن لنون جمع أن تجمع دروباً من عشق !
* * تتمة : حتى اليوم شيءٌ ما منك يجعلني أبحث عنك في أماكن كثيرة موقنٌ أنني لن أجدك فيها !
بقلم محمود أغيورلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق