الثلاثاء، 1 فبراير 2011

بطاقتي الشخصية


 انتزع مني بطاقتي الشخصية ليتأكد أني عربية

وبدأ يفتش حقيبتي وكأني أحمل قنبلة ذرية

وقف يتأملني بصمت سمراء وملامحي ثورية

فتعجبت لمطلبه وسؤاله عن الهوية

كيف لم يعرف من عيوني أني عربيه

أم أنه فضل أن أكون أعجمية

لأدخل بلاده دون إبراز الهوية


وطال انتظاري وكأني لست في بلاد عربية

أخبرته أن عروبتي لا تحتاج لبطاقة شخصية

فلمَ انتظر على هذه الحدود الوهمية


وتذكرت مديح جدي لأيام الجاهلية

عندما كان العربي يجوب المدن العربية

لا يحمل معه سوى زاده ولغته العربية



وبدأ يسألني عن أسمي، جنسيتي وسر زيارتي الفجائية


فأجبته أن اسمي وحدة، جنسيتي عربية سر زيارتي تاريخية


سألني عن مهنتي وإن كان لي سوابق جنائية

فأجبته أني إنسانة عادية

لكني كنت شاهدا على اغتيال القومية

سأل عن يوم ميلادي وفي أي سنة هجرية

فأجبته أني ولدت يوم ولدت البشرية


سألني إن كنت أحمل أي أمراض وبائية

فأجبته أني أصبت بذبحة صدرية

عندما سألني ابني عن معنى الوحدة العربية


فسألني أي ديانة أتبع الإسلام أم المسيحية

فأجبته بأني أعبد ربي بأصل الأديان السماوية


فأعاد لي أوراقي، حقيبتي وبطاقتي الشخصية

وقال عودي من حيث أتيت فبلادي لا تستقبل الحرية







للشاعرة الليبية ردينة الفيلالي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق