الأربعاء، 16 فبراير 2011

قررت اغتيالك بالزمن


قررت اغتيالك بالزمن


------------------------

يبقى املي الوحيد معلقا بتلك الممحاة التي اسمها الزمن والتي تمحو كل البصمات والطعنات - غادة السمان -

امي حدثيني عن طفولتك عن حبك عن شبابك

اخبريني لماذا كلما اقترب من ماضيكي تبعديني

اخبريني عن اهل العرب يا اماه عن شبابهم ارجوكي اصنعي لي خيطا من ذكرياتك يصلني بهم



كانت دائما جوليا تصر بفرنسيتها الطلقة على التنقيب في ذاكرتي ولم تعلم انها كانت تعبث بمشاعري

سحر نعم انا سحر

انا التي عشت الحياة فامليت عليها شروطي حينا واملت علي شروطها غالبا

لكم اتذكر اصدقائي لكم اشتاق لهم

لا ادري مالذي ابعدنا اهو المحيط الذي يفصل بيننا ام هو الزمن ام هو الحب ام هو انا

لقد احببته

لقد كنت مستعدة للتضحية من اجله من اجل حبه من اجل حنانه واحبني هو ايضا ولكن شتان بين مفهوم الحب لدي ومفهومه لديه

احيانا اشرد في نفسي واتخيل نفسي مازلت في قطر ولم اذهب الى فرنسا بحثا عن هواء نقي جديد

احيانا تراودني احلام بل كوابيس اكون فيها حرم السيد فلان

خط ذهابها وخط عودتها يقاس بالمسطرة والقنطار

لاادري هل كان اختياري صحيحا

هل يمكن للحب ان يغير فينا مفهوم الحرية

هل يمكن له بكل بساطة ان يجعل من السجون حقول وردية



كانت لحظة الفراق امر متوقع خالية من المشاعر ومليئة بالعتاب

كل يرمي الحق على الاخر وكل يحاول ان يصرخ اكثر من الاخر

لم نكن ندرك وجوب الصمت في حضرة الفراق

من المخطىء لم يعد يهم لم اعد احفل لم لم لم

راقبت دموعه التي لم تهطل

سمعت كلماته التي لم تخرج





بكل بساطة عشنا الحب في طفولته وحين كبر بدا تدميره الذاتي

بدا يصنع زوبعة تبتلع كل من حوله

ابتلعته اولا وضاع مني ثم بدات بابتلاعي

كانت ايامنا الاخيرة صعبة كنا نتقابل ونتحدث لا يسمع اي منا شيئا

فقدنا التواصل فقدنا الحوار فقدنا تلك الابتسامة التي تشق البحار

وكان اصواتنا غدت بدون صدى مجرد تحريك للشفاة وخناجر تجرح بلا انتباه



هنا قررت التوقف قررت الانتهاء قررت وانتهى الامر

رحلت واعتمدت الزمن ممحاة لكل ذكرياتك التي تعمدت حفرها في قلبي

تعمدت ان تترك بصماتك على يدي ووجنتي وشفتي تعمدت ذلك ولكانك كنت تعلم انها ستجرني اليك دوما

ولكني قررت التخلص من كل شيء يذكرني بك

فالقيت باصدقائي في نهر الاهمال حينا والتجاهل حينا اخرى لاني لم ارد ان اسمع اخبارك لم ارد ان اسمع اسمك لم ارد ان اشم رائحة عطرك

وبادلوني الرمي ايضا

فالعلاقات الانسانية علاقات متبادلة ولكل فعل رد فعل يساويه اتجاهلهم يتجاهلوني وهكذا انتهى الامر

واعتقد انهم يستوعبون ذلك لانهم اصدقائي هم يعلمون اني لم اكن استطيع التحدث الى شخص يذكرني بسيرنا

في قطر بحبنا في قطر او في بدايتنا تحت المطر في اسواق قطر كان همي الوحيد ان ابحث عن تلك الخيوط وابدا بقصها الواحد تلو الاخر

ولكن جوليا اصرت وها انا اعيد نسج تلك الخيوط لكي اصنع منها رداء جميل احاول ان البسك اياه انت ورجال العرب



علمت انك تزوجت

علمت انك انجبت

ولكني لم اعلم ااحببت ام لم تحب

صحيح اني قررت قطع كل الخيوط ولكن شجاعتي خانتني عندما وصلت للخيط الاخير

كان صديقك يعلمني حينا ببعض اخبارك

ااستطعت المضي قدما

ام ما زال لحبي في قلبك املا

بصراحة لم يعد يعنيني

كنت قاسيا معي باهمالي عندما علمت اني عاشقة لضوء الشمس   وكان كبريائي حازما معك في ردي

كان الفراق نتيجة تفاعل هذا وذاك

قسوة وتعنت منك وكبرياء واصرار مني

لقد علمت حينما توقفت عن حبي ان الحب معك يعني الوقوف عارية في شتاء الحياة

انا الفتاة التي تعشق ضوء الشمس على جسدها كنت تريد ان تخفيها في خنادق لم تحفرها انت بل ورثتها واحتفيت بها



عذرا منك لم استطع يوما ان ابيع حريتي في استنشاق الهواء بحبك

ربما لاني لا املك الجراة ربما لانه خطئي بكل بساطة

وربما لان حبك وبكل بساطة ايضا لم يكن حبا

لذا قررت اغتيالك بالزمن والابتعاد

لم اكذب على جوليا عندما قلت لها انك مت في حادث

فحبنا حادث وفراقنا حادث وحياتنا اولا واخير مجرد حادث

لم استطع ان اخبرها الحقيقة لم استطع الا ان البسك سوى ثوب البطولة

فانت اولا واخيرا الرجل الذي استطاع ان يحول سحر الى انسانة رقيقة

ويبقى املي الوحيد معلقا بتلك الممحاة التي اسمها الزمن والتي تمحو كل البصمات والطعنات



8\1\2009 03:05

بقلم محمود أغيورلي

هناك تعليق واحد: